سيدي الشيخ القطب
أحمد الطيب بن البشير رضي الله عنه
نسبـــه ومولده :
هو
سيدي احمد الطيب بن البشير بن مالك بن محمد بن سرور بن الحاج بن غناوة . ينتهي
نسبه إلى الفضل بن العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلي الله عليه وسلم . وقد ولد
القطب الرباني ، وتاج العارفين شيخ الطريقة والحقيقة ، بأم مرح الواقعة غرب النيل
عام 1155هـ . وقد سبقت مولده ارهاصات منها
الرؤيا التي رآها والده .
دراســــته :
بدأ
رضي الله عنه دراسة القرآن بمسجد جده الشيخ محمد ولد سرور ، انتقل بعده إلى مسجد
الفقيه أحمد الفزاري الفرضي حيث اتم حفظ القرآن
العظيم في مدة وجيزة . وكان مدة حفظه للقرآن يحي الليل بالذكر والتلاوة والبكاء
والخشوع لله تعالي ، وبالصلاة على رسوله عليه الصلاة والسلام .
طلبه للشيخ المرشد :
لما
فرغ سيدي الشيخ من حفظ القرآن ، اشتاقت نفسه إلى الشيخ المرشـد فذهب إلى الشيخ عبد
الباقي الكاهلي ، ولكنه لم يأخذ عليه بسبب إشارة سيدي الشيخ حسن ود حسونة . ثم ذهب
بعدها إلى أم طلحة حيث كاشفه الشيخ أحمد فزاري بأنه لا شيخ له هنا . ثم بعد ذلك
توجه إلى الحج وزيارة قبر الرسول صلي الله عليه وسلم ، وكان عمره آنذاك ثمانية عشر
عاماً . وفي الطريق وردت إليه صلاته المسماة بسر الأسرار .
وفي
المدينة التقي سيدي الشيخ بسيدي القطب محمد عبد الكريم السمان ، فلازمه بصدق لمدة
سبع سنين ، قرأ فيها عليه كتب الحديث والتصوف ، وسلك طرائقه الخمس ،وقد نوه شيخه
بكمال قدره وبعد ذلك أجازه سيدي السمان في هذه الطرائق الخمس وأمره بالتوجه إلى
بلاده لتربية المريدين.
طرقـــــه :
يعتبر
سيدي الشيخ أحمد الطيب أول من أدخل الطريقة السمانية في السودان في العام 1178هـ .
وهي عبارة عن مجموعة طرق هي : القادرية ، الخلوتية ، النقشبندية ، الأنفاسية ،
والموافقة .
مؤلفاتــــه :
له مؤلفات كثيرة منها : كتاب الحكم المسمن
النفس الرحماني ، في الطور الإنساني ، مع
شرحه لها الذي سماه الجوهر الفريد في علم الوحدة والتوحيد ، وله مؤلفات عن البسملة
، وكتاب خواص الأسماء ، ورسالة في علم الكيمياء . وله عدة أحزاب منها : حزب الأمان
، حزب الجلال والجمال والكمال ، وله كذلك عدة صلوات على النبي عليه الصلاة والسلام
وهي : سر الأسرار ، وسر سر الأسرار ، واللاهوتية ، والعظمة ، والعرشية ،
والنورانية ، وغيرها .
تلاميـــذه :
تلاميذ
سيدي الشيخ كثر ، ولا يسع المجال لحصرهم ، لكننا نذكر منهم على سبيل المثال :
الشيخ يعقوب الصليحابي ، الشيخ حسيب الكوباوي ، والشيخ محمد ولد على غلام الله ،
وسيدي الشيخ أحمد البصير الحلاوي ، وسيدي الشيخ القطب ، رب المزايا الظاهرة ،
والآيات الباهرة ،والأنوار الشارقة والفيوضات المتواترة فريد الدهر والزمان القرشي
بن الزين بن الفقيه علي البزعي ، وسيدي الشيخ وإمـام
الوقت
في السر والإعلان العارف بالله محمد التوم بن الشيخ بانقا ، والشيخ على لود عطا
وغيرهم كثيرون ، رضي الله عنهم أجمعين .
أولاده :
لسيدي
الشيخ أحمد الطيب عدد من الأولاد الذكور منهم الشيخ كمال الدين ، الشيخ المطيع ،
الشيخ ابراهيم الدسوقي ، الشيخ نور الدائم والد سيدي الاستاذ الشيخ عبد المحمود
،وسيدي الشيخ أبو صالح والد سيدي الشيخ قريب الله ، رضي الله عنهم وعنا بهم .
وجرت
على يد سيدي الشيخ أحمد الطيب كرامات لا تحصى ولا تعد ولكننا لن نذكرها خشية
الاطالة ، ومن يريد الاطلاع عليها عليه الرجوع إلى كتاب أزاهير الرياض . تأليف
حفيده سيدي الأستاذ الشيخ عبد المحمود نور الدائم .
وفاتــــه :
توفي
سيدي الشيخ أحمد الطيب في ليلة الاثنين
السابع والعشرين من رجب عام 1239هـ ، وعمره 84 سنة ، وارتجت لموته الأرض وحصلت
عجائب في ذاك اليوم .
من كلام سيدي الشيخ أحمد الطيب بن مولانا البشير رضي
الله عنه متحدثاً بما أنعم الله به عليه:
صفـا الزمانُ بـنا مـن بعـد أكدار
|
وفـاز مـني بإرشـادٍ وإســرارِ
|
فالكون بـي لأهـجُُ والدهرُ منجـذبُُ
|
وبحر فيضي على أرض النهي جارِ
|
قـوي الزمان جمـيعاً وهـي قاصرُُ
|
عن فهم حالي، وعن وصفي مقداري
|
خُصصتُ بالرتبة العلـيا وفُقتُ علـى
|
أهـل الولايـة مـن بـدوٍ وحُضارِ
|
قوموا تعالوا، تملـوا بالـوصال بـنا
|
يـا أهل ودي وقُصـادي وزواري
|
نهجي قويمُُ وكأسـي وهـي دائــرةُُ
|
على زماني بسـرٍ سـرهُ سـَاري
|
لله در إمـرئٍ فـي حُـبنا سهـرت
|
عيناهُ أو شـم أنفاسـي وأعطـاري
|
أنا الإمـام الذي أضحى الزمـانُ بـه
|
أحلى من الطيبِ، أومن نعمة القارئ
|
أنا الإمام الـذي تحـي النفـوسُ بـه
|
فـي كل دهـرٍ وأنـات وأعصـار
|
أنا الإمامُ أنـا القطـبُ الشهـيرُ أنـا
|
حُكمي على كـل سلطـانٍ وجـبارِ
|
أنا الهمُامُ أنا الغوثُ المُغيث أنا الساقي
|
لأهـلِ الصفـاء كأسـات خمـارِ
|
انا المليكُ أنا شـيخُ الطـريقـةِ مـن
|
في القربِ فاقت على الأشياخُ أسفاري
|
أنا الأمـين الـذي ما خان قـط وما
|
مالـت خواطـرهُ يـوماً لـديـنارِ
|
أنا جلـيس النـبي المعتلـى شـرفاً
|
بل طيبُُ طبتُ في سري وإجهـاري
|
سلكتُ ما شئتُ من نهـج الوصال وقد
|
نلـتُ الذي بعـدهُ قـد رد أفـكاري
|
من ذا الـذي في حُضيرات الجمال له
|
يـدُُ كمـثلي، وسعـدُ نيل أوطاري
|
نلتُ المقاصـد من يوم الخطاب وقد
|
شَّهـرت مـا بـين عُـبادٍ وأبـرارِ
|
ما أم سُوحـي شقيُُ في الورى أبـداً
|
ومـن رآنـي جُلـى من كل أكـدار
|
أياً مـريدي لا تخش الـزمانُ فلـي
|
إغـاثةُُ وحمـىً مــن كُـل أشرارِ
|
ثم الصلاةُ على المُختار مـن مضرٍ
|
وألـه ثــم أصحـابٍ وأنصــارِ
|
ما أزعـج الشوق مشـتاقاً لساحـته
|
فأجري للدمع فـي أصـل وإبكـارِ
|
اللهم انفعنا بحب اولياؤك الصالحين
ردحذف