الخميس، 22 ديسمبر 2016

سيرة سيدي القطب الشيخ أحمد الطيب ود البشير رضى الله عنه





سيدي الشيخ القطب أحمد الطيب بن البشير رضي الله عنه

نسبـــه ومولده :

       هو سيدي احمد الطيب بن البشير بن مالك بن محمد بن سرور بن الحاج بن غناوة . ينتهي نسبه إلى الفضل بن العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلي الله عليه وسلم . وقد ولد القطب الرباني ، وتاج العارفين شيخ الطريقة والحقيقة ، بأم مرح الواقعة غرب النيل عام 1155هـ  . وقد سبقت مولده ارهاصات منها الرؤيا التي رآها والده .

دراســــته :

       بدأ رضي الله عنه دراسة القرآن بمسجد جده الشيخ محمد ولد سرور ، انتقل بعده إلى مسجد الفقيه أحمد الفزاري  الفرضي حيث اتم حفظ القرآن العظيم في مدة وجيزة . وكان مدة حفظه للقرآن يحي الليل بالذكر والتلاوة والبكاء والخشوع لله تعالي ، وبالصلاة على رسوله عليه الصلاة والسلام .

طلبه للشيخ المرشد :

       لما فرغ سيدي الشيخ من حفظ القرآن ، اشتاقت نفسه إلى الشيخ المرشـد فذهب إلى الشيخ عبد الباقي الكاهلي ، ولكنه لم يأخذ عليه بسبب إشارة سيدي الشيخ حسن ود حسونة . ثم ذهب بعدها إلى أم طلحة حيث كاشفه الشيخ أحمد فزاري بأنه لا شيخ له هنا . ثم بعد ذلك توجه إلى الحج وزيارة قبر الرسول صلي الله عليه وسلم ، وكان عمره آنذاك ثمانية عشر عاماً . وفي الطريق وردت إليه صلاته المسماة بسر الأسرار .

       وفي المدينة التقي سيدي الشيخ بسيدي القطب محمد عبد الكريم السمان ، فلازمه بصدق لمدة سبع سنين ، قرأ فيها عليه كتب الحديث والتصوف ، وسلك طرائقه الخمس ،وقد نوه شيخه بكمال قدره وبعد ذلك أجازه سيدي السمان في هذه الطرائق الخمس وأمره بالتوجه إلى بلاده لتربية المريدين.
طرقـــــه :

       يعتبر سيدي الشيخ أحمد الطيب أول من أدخل الطريقة السمانية في السودان في العام 1178هـ . وهي عبارة عن مجموعة طرق هي : القادرية ، الخلوتية ، النقشبندية ، الأنفاسية ، والموافقة .
مؤلفاتــــه :
      له مؤلفات كثيرة منها : كتاب الحكم المسمن النفس الرحماني ،  في الطور الإنساني ، مع شرحه لها الذي سماه الجوهر الفريد في علم الوحدة والتوحيد ، وله مؤلفات عن البسملة ، وكتاب خواص الأسماء ، ورسالة في علم الكيمياء . وله عدة أحزاب منها : حزب الأمان ، حزب الجلال والجمال والكمال ، وله كذلك عدة صلوات على النبي عليه الصلاة والسلام وهي : سر الأسرار ، وسر سر الأسرار ، واللاهوتية ، والعظمة ، والعرشية ، والنورانية ، وغيرها .

تلاميـــذه :
       تلاميذ سيدي الشيخ كثر ، ولا يسع المجال لحصرهم ، لكننا نذكر منهم على سبيل المثال : الشيخ يعقوب الصليحابي ، الشيخ حسيب الكوباوي ، والشيخ محمد ولد على غلام الله ، وسيدي الشيخ أحمد البصير الحلاوي ، وسيدي الشيخ القطب ، رب المزايا الظاهرة ، والآيات الباهرة ،والأنوار الشارقة والفيوضات المتواترة فريد الدهر والزمان القرشي بن الزين بن الفقيه علي البزعي ، وسيدي الشيخ وإمـام

الوقت في السر والإعلان العارف بالله محمد التوم بن الشيخ بانقا ، والشيخ على لود عطا وغيرهم كثيرون ، رضي الله عنهم أجمعين .

أولاده :
       لسيدي الشيخ أحمد الطيب عدد من الأولاد الذكور منهم الشيخ كمال الدين ، الشيخ المطيع ، الشيخ ابراهيم الدسوقي ، الشيخ نور الدائم والد سيدي الاستاذ الشيخ عبد المحمود ،وسيدي الشيخ أبو صالح والد سيدي الشيخ قريب الله ، رضي الله عنهم وعنا بهم .

       وجرت على يد سيدي الشيخ أحمد الطيب كرامات لا تحصى ولا تعد ولكننا لن نذكرها خشية الاطالة ، ومن يريد الاطلاع عليها عليه الرجوع إلى كتاب أزاهير الرياض . تأليف حفيده سيدي الأستاذ الشيخ عبد المحمود نور الدائم .

وفاتــــه :

       توفي سيدي  الشيخ أحمد الطيب في ليلة الاثنين السابع والعشرين من رجب عام 1239هـ ، وعمره 84 سنة ، وارتجت لموته الأرض وحصلت عجائب في ذاك اليوم . 

من كلام سيدي الشيخ أحمد الطيب بن مولانا البشير رضي الله عنه متحدثاً بما أنعم الله به عليه:

صفـا الزمانُ بـنا مـن بعـد أكدار
وفـاز مـني بإرشـادٍ وإســرارِ
فالكون بـي لأهـجُُ والدهرُ منجـذبُُ
وبحر فيضي على أرض النهي جارِ
قـوي الزمان جمـيعاً وهـي قاصرُُ
عن فهم حالي، وعن وصفي مقداري
خُصصتُ بالرتبة العلـيا وفُقتُ علـى
أهـل الولايـة مـن بـدوٍ وحُضارِ
قوموا تعالوا، تملـوا بالـوصال بـنا
 يـا أهل ودي وقُصـادي وزواري
نهجي قويمُُ وكأسـي وهـي دائــرةُُ
 على زماني بسـرٍ سـرهُ سـَاري
لله در إمـرئٍ فـي حُـبنا سهـرت
عيناهُ أو شـم أنفاسـي وأعطـاري
أنا الإمـام الذي أضحى الزمـانُ بـه
أحلى من الطيبِ، أومن نعمة القارئ
أنا الإمام الـذي تحـي النفـوسُ بـه
فـي كل دهـرٍ وأنـات وأعصـار
أنا الإمامُ أنـا القطـبُ الشهـيرُ أنـا
حُكمي على كـل سلطـانٍ وجـبارِ
أنا الهمُامُ أنا الغوثُ المُغيث أنا الساقي
لأهـلِ الصفـاء كأسـات خمـارِ
انا المليكُ أنا شـيخُ الطـريقـةِ مـن
في القربِ فاقت على الأشياخُ أسفاري
أنا الأمـين الـذي ما خان قـط وما
مالـت خواطـرهُ يـوماً لـديـنارِ
أنا جلـيس النـبي المعتلـى شـرفاً
بل طيبُُ طبتُ في سري وإجهـاري
سلكتُ ما شئتُ من نهـج الوصال وقد
نلـتُ الذي بعـدهُ قـد رد أفـكاري
من ذا الـذي في حُضيرات الجمال له
يـدُُ كمـثلي، وسعـدُ نيل أوطاري
نلتُ المقاصـد من يوم الخطاب وقد
شَّهـرت مـا بـين عُـبادٍ وأبـرارِ
ما أم سُوحـي شقيُُ في الورى أبـداً
ومـن رآنـي جُلـى من كل أكـدار
أياً مـريدي لا تخش الـزمانُ فلـي
إغـاثةُُ وحمـىً مــن كُـل أشرارِ
ثم الصلاةُ على المُختار مـن مضرٍ
وألـه ثــم أصحـابٍ وأنصــارِ
ما أزعـج الشوق مشـتاقاً لساحـته
فأجري للدمع فـي أصـل وإبكـارِ




هناك تعليق واحد: